تسهيل..

صفحة أنقل لكم فيها من كل بحر قطرة ومن كل أدب رشفة ومن كل صفحة لمحة ومن كل بوح خاطرة..



حاولت فيها أن اقتص ما احس فيه الفائدة والمعلومة المميزة ، قد لا أجيد ابتداع الأساليب المميزة والطرق الجيدة والتقنيات المتطورة ولا أجيد فن شد الانتباه ولكنني أجيد المحاولة..



اتمنى أن تجدوا فيها الفائدة والمتعة وأن تستمتعوا في رحابها..







عبدالله



الاثنين، 4 يوليو 2011

هل ينتهي زمن الصداقات؟؟

هل ينتهي زمن الصداقات؟؟

من Abdullah Aloraij في 18 أبريل، 2011، الساعة 01:26 مساءً
سؤال يجول في أذهان الكثير عن الصداقة وماهيتها وسرّ ديمومتها فالبعض يرى إن الصداقة قد تندثر وفي طريقها إلى الزوال في عصر يتميز بالماديات والمحسوسات والضغوط المختلفة، وآخرون يتساءلون عن كيفية إقامة علاقة صداقة ناجحة وثيقة في زمن أصبح من الصعب العثور فيه على صديق مخلص، وعن كيفية التفرقة والتمييز بين الصداقة الحقيقية (الدائمة) وصداقة المنفعة (المؤقتة) والزمالة (اللحظية وإن طالت) .
يؤكد علماء النفس والاجتماع أن الإنسان في حاجة ماسة إلى تأسيس صداقة أساسها الإخلاص والمشاعر المتبادلة والعاطفة الصادقة والاهتمامات والوفاق وتقارب وجهات النظر وإن اختلفت. وتجنب العلاقات الواهية التي تحكمها المصالح الشخصية أو المنافع المتبادلة أو مصلحة من طرف واحد.
يقول بلوطس: "إذا كنت تملك أصدقاء فأنت غني" ويقول أخصائي علم النفس الأمريكي يوجين كيندي:"إن الكثيرين منا يحتاجون بين حين وآخر إلى شخص يستطيعون أن يرووا له قصة حياتهم بالتفصيل دون الإحساس بالحرج ويحتاجون لشخص يثقون به ولا يخجلون من مناقشة أدق أمورهم ومشكلاتهم الخاصة معه".
ولكن السؤال كيف نستجلب الظروف المناسبة لإقامة الصداقة وضمان استمرارها؟
إن أهم أسس الصداقة هي أن يكون الشخص صادقاً مع نفسه، ومع الآخرين، وقادرا على تفهم جوانب وأبعاد شخصيته وخفض سلبياتها إن وجدت؛ متقبلاً لوجهات نظر الآخرين وإن لم توافق رأيه فالأشخاص غير القادرين على تفهم أنفسهم، وتقبل جوانب النقص فيهم، واليقين بأن كل يحتمل النقص لا يستطيعون إقامة صداقات سليمة مع الآخرين.
 أما عن كيفية التفرقة بين الصداقة الحقيقية والزمالة والعلاقات العابرة يقول د.كنيدي "إن هناك أشخاصا نمضي معهم أوقاتا سعيدة أثناء الخروج إلى نزهة أو ممارسة رياضية أو نشاط معين معا، وعند انقضاء النزهة أو زوال السبب في المشاركة تصبح الصحبة غير محتملة، يصعب خلالها تبادل الأفكار أو إجراء حوار شخصي، إذن هؤلاء الأشخاص لا يمكن اعتبارهم أصدقاء لمنفعة معينة". ولا تعني خللاً من أحدهم لكن الانجذاب فطرة لا نستطيع التحكم بها تماماً، قد نحب وجودهم لكن لا نستطيع إضافتهم إلى قائمة الأصدقاء.
فمن هو الصديق الحقيقي؟
يقول الشاعر جميل الزهاوي
عاشِـرْ أُنَاسـاً بِالـذَّكَـاءِ تَمَيَّـزُوا ××× وَاخْتَـرْ صَدِيقَكَ مِنْ ذَوِي الأَخْـلاقِ
فاعلم أن الصديق الحقيقي هو الذي يبقى قريباً من النفس رغم كثرة مشاغل الطرفين، فتجده إلى جوارك قريب من ذهنك خاصة أوقات المحن النفسية والمادية والاجتماعية وإن طال الغياب وابتعد المكان تلقاه مبدياً روح التفاني والتضحية حتى لو اختلفت وجهة نظره في قضية عامة أو رأي شخصي بقضية ما، يفعل ما تحب، يستدرجك للسعادة ويؤثرك على نفسه تجدك فخوراً بتضمينه في صفحات حياتك، متشرفاً بتدوينه في ذكرياتك، فلا يحكم الصداقة طول اللقاء وكثرته بقدر لقاء القلب وألفته.
ويصل إلى أذهان الكثير أن تقبل الشخص كصديق حميم له يوجب عليه فرضها على صداقاته الأخرى وقد يخسر بسببها كثير من علاقاته فلولا اختلاف وجهات النظر لعاش الناس وحداويون، فلا تحرص أن تجعل علاقاتك واحدة وتربطها ببعض بحكم تقديرك لأعضائها فقد يجعل خسرانك لصديق "سبحة" تخسر بعدها كثير فالعاقل يدرك أن طبيعة البشر مختلفة واختلاف الرأي قد يفسد للود قضية لدى البعض وتقبل الشخص لك لا يستلزم محبة من تحب من الناس.
ويعتبر البعض أن سن الشباب هو أفضل مرحلة في العمر لإقامة صداقات حقيقية، وإن الرابط مع أصدقاء الماضي عادة ما يكون أقوى من الأصدقاء الجدد، وعلماء النفس يؤكدون أن القدرة على إقامة صداقات وقوتها لا تعتمد سن الشخص أو طول مدة الصداقة ولكن الشباب عادة يطلقون العنان لمشاعرهم ويستطيعون الكشف عن أحاسيسهم بسهولة للآخرين، مما يسهل عملية إقامة الصداقات.
يقول الشاعر الصادق يوسف:
فَمَا أَكْثَر الأَصْحَـابَ حِينَ تَعُـدُّهُمْ ××× ولَكِنَّهُـمْ فِـي النَّـائِبَـاتِ قَلِيـلُ
وما يجب معرفته أنه ليس ديمومة علاقة الصداقة دليل نجاحها ولا قصرها دليل فشلها فكثير من العلاقات الناجحة في الصداقة تجدها بعد مشكلة أو خلاف على وجهة نظر أو عدم ألفة وتقبل للآخر وهذا يوحي بمعلومة هامة تخفى على كثير بأنه من الخطأ الحكم على الشخص مبكراً والأخذ بالانطباع الأولي عنه قبل المعرفة حيث أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
وكثير يصابون بخيبة أمل نتيجة فشل علاقة ما تجد أساسها مبني على مفاهيم خاطئة أو اندفاع لحظي، وقد يفضل بعض الأشخاص تجنب الصداقات خوفاً من المشكلات المترتبة على فشلها والاضطرار لتفادي الناس لاعتقادهم بأن الصداقة الكاملة مستحيلة أو لمرورهم بتجارب سيئة، ومثل هؤلاء الأشخاص يفرضون على أنفسهم عزلة اختيارية، فهم يرفضون دفع ثمن لرابطة إنسانية لا يعرفون قيمتها الحقيقية وأهميتها الكبرى لدى الإنسان فمن يبحث عن صديق بلا عيب يبقى بلا صديق.
 ويبقى السؤال الأهم: هل تعتقد أنك ناجح في صداقتك؟

وأهم ما يجب تعلمه هو أن تعرف كيف تكسب صداقاتك كي تعرف أن ترسم حياتك بجمال أصدقاءك.

شكراً لأصدقائي فإني أحبكم.. وأجمل ذكرياتي معكم..


عبدالله بن عبدالكريم العريج
أبو فهـــد

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف7/09/2011 12:53:00 ص

    موضوع اكثر من رائع ..كروعة الكاتب اكيد

    ردحذف
  2. مقال جميل
    لا تحرمنا من ابداعك

    أبو غنام

    ردحذف