تسهيل..

صفحة أنقل لكم فيها من كل بحر قطرة ومن كل أدب رشفة ومن كل صفحة لمحة ومن كل بوح خاطرة..



حاولت فيها أن اقتص ما احس فيه الفائدة والمعلومة المميزة ، قد لا أجيد ابتداع الأساليب المميزة والطرق الجيدة والتقنيات المتطورة ولا أجيد فن شد الانتباه ولكنني أجيد المحاولة..



اتمنى أن تجدوا فيها الفائدة والمتعة وأن تستمتعوا في رحابها..







عبدالله



الأحد، 10 يوليو 2011

جودة ورقابة ذاتية

الأحد 9 شعبان 1432 هـ - 10 يوليو 2011م - العدد 15721

يوسف القبلان
    كان اثنان من المديرين في إحدى المنظمات في جولة عمل فتوقفا يتفرجان عن بعد وباندهاش وإعجاب على عامل من الفلبين كان يعتني بالحديقة بطريقة تكشف عن إخلاصه ودقته ومهارته، وانضباطه في عمله، ولم يكن أحد يراقبه إلاّ الله.
استأذن المدير من زميله للمغادرة فقال له الآخر إلى أين؟ قال أريد أن أذهب لأقبّل رأس ذلك العامل.

سمعتُ تلك القصة أو الموقف من أحد الأصدقاء فتذكرتُ كثيراً من هؤلاء الجنود المجهولين في كل ميدان عمل، وكيف تذهب الأضواء إلى غيرهم ويتجه الاهتمام إلى اصحاب المكاتب أو من يزعم أنه يعمل وينتج، وهو لا دور له غير إضافة اسمه الى المنجز.

الإنسان هو العنصر الأهم في بيئة العمل، وهو العامل المشترك في أي منظمة أو مشروع، أو فريق عمل في أي مجال من المجالات. الإنسان في أي مستوى وظيفي له حقوق وعليه واجبات وإذا كان من حقوقه الواضحة ان يحصل على الاجر المادي في نهاية كل شهر،أو كل اسبوع او كل يوم، فإن من حقوقه الإنسانية ان يعامل كعضو في فريق العمل وأن يشعر بأهميته مهما كان حجم وطبيعة عمله.

"إن الذي يعد الشاي والقهوة هو عضو في فريق العمل مثله مثل المسؤول عن القضايا المالية، وإن اختلف حجم المسؤولية".

كيف وصل الى الرقابة الذاتية؟
وما هي فلسفة وأساليب المؤسسات والمعاهد التي تقدم مخرجات تتسم بالجودة، وتترجم القيم الاخلاقية والمهنية الى ممارسة في ذلك البلد الذي ينتمي اليه العامل الذي نتحدث عنه؟

كيف أصبحت القوى البشرية في ذلك البلد رسالة جودة في مواقع عمل مختلفة، وتخصصات متنوعة في مجالات مختلفة مثل الصيانة، الكهرباء، التمريض، الأعمال المكتبية .. الخ.
ألا يفترض أن نذهب الى ذلك البلد، وندرس بعناية ما يقدم هناك من برامج مهنية وفنية؟
ألا يجب أن ندرس تلك الحالة من جوانبها المختلفة ومدى علاقتها بالتعليم العام؟ وأن نتعرف على طبيعة تلك البرامج من حيث المحتوى، وأساليب التدريب؟ وأن نبحث عن المنهجية المتبعة التي حققت الرقابة الذاتية والسلوك الإداري المنضبط؟

لن أنسى أن أعود الى نقطة البداية وهي أن نبحث عن الجنود المجهولين ليس للتكريم فقط وإنما ليقدموا العون نحو تعزيز مبدأ الرقابة الذاتية، والأخذ بمبدأ تقدير كافة الأعمال المتميزة في كافة المستويات الوظيفية.

يجب أن ننظر الى الجميع بمنظار فريق العمل الذي يحتاج الى كل أعضائه وليس الى قائد الفريق فقط.

أما اجتماع الجودة والرقابة الذاتية في شخص واحد ومنظمة واحدة فهو هدف لا يتحقق بالمحاضرات والتوجيهات النظرية وإنّما بالتأسيس والبناء الذي يبدأ من مرحلة الطفولة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق