تسهيل..

صفحة أنقل لكم فيها من كل بحر قطرة ومن كل أدب رشفة ومن كل صفحة لمحة ومن كل بوح خاطرة..



حاولت فيها أن اقتص ما احس فيه الفائدة والمعلومة المميزة ، قد لا أجيد ابتداع الأساليب المميزة والطرق الجيدة والتقنيات المتطورة ولا أجيد فن شد الانتباه ولكنني أجيد المحاولة..



اتمنى أن تجدوا فيها الفائدة والمتعة وأن تستمتعوا في رحابها..







عبدالله



السبت، 30 يوليو 2011

شعبنه.. بقلمي

عبدالله بن عبدالكريم العريج: 
شعبنتين..
الشعبنة الأولى:
تأملات..  إلى بعض من غص بهم جسر الملك فهد، واكتظ بمن (انلطعوا) الساعات الطويلة في جسر الأحلام مضت بين تقليب النظرات يمنة ويسره.. أو لهو بالواتس أب.. ووقضه مفترس لـ(يلزّ بالسيارة اللي قدامه) لا أحد يسقط عليه.. ومن يقلب بقنوات الرادو من الملل.. ويا بخته اللي معه خويه يسوق عنه شوي ويروح ياكل له لقمه ويجيب معه شاهي لربعه.. وذاك عياله اكتسحهم الزهق من توم وجيري على الـ(DVD) وناموا متعفطه رقابهم من الطفش ــ أحلى طريقه للهروب من الواقع (النوم) ــ واللي مشتغل قزقزة في خلق الله بلا هدف بس بدون تميلح.. وبامكانك تزور الموقع الإلكتروني للجسر  http://www.kfca.com.sa/ar/pages.aspx?pageid=288 لتقيم كم منهم من قضى ملذاته في رقصة ونكسة.. وكأس وخمرة.. وأحلى سهرة مع أحلى (شلة) جوهم راااااااايق ــ بنظرهم ــ .. ليلة وردية وسهرة جهنمية مردداً في قرارته:
"خُيّر لي العشق وكأس المدام
من ادعاء الزهد والاحتشـام
لو كانت النار لمثلي، خلـت
جنات عدن من جميع الأنام".
ومايضحكك بكياً من بكّر بالصلاة لكي يلحق على السهرة .. ويفك الخرمة ممتثلا لقوله تعالى( ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى).. يصفُّ الخمرة والبيرة بالثلاجة لكي تبرد ثم يكبر يؤم الجماعة بالصلاة جمعاً وقصراً..

ولكل المشعبنين من يشعبنوها قبل رمضان فلتحفظوا ما يلي:
1-شارب الخمر الذي لم يتب منها لا يدخل الجنة.. فقد ورد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر في الدنيا لم يتب منها حرمها في الآخرة. وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه الإمام أحمد بسنده عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر.
2-تشعبنها قبل رمضان وصلاة التراويح والقيام وفي الحديث أن شارب الخمر لا تقبل له صلاة أربعين يوماً فلا صلاة تراويح ولا قيام ولا سنن برمضان فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب تاب الله عليه ، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب تاب الله عليه ، فإن عاد لم يَقبل الله له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب تاب الله عليه ، فإن عاد الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال . قيل : يا أبا عبد الرحمن ، وما نَهْر الْخَبَال ؟ قال : نهر من صديد أهل النار . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وقال : هذا حديث حسن، وصححه الألباني ، وقال الأرنؤوط : حسن .
3-الحكمة في تخصيص الأربعين يوما ما ذَكَره ابن القيم في زاد المعاد: أن أثر الخمر يبقى في جوف العبد وعروقه وأعضائه أربعين يوما. .
4-تعد الخمرة من أعقد المشكلات التي يجأر منها الغرب اليوم، و يبحث لها عن حل لكن دون جدوى. فهذا السيناتور الأمريكي وليم فولبرايت  يقول عن مشكلة الخمر: "لقد وصلنا إلى القمر ولكن أقدامنا مازالت منغمسة في الوحل، إنها مشكلة حقيقية عندما نعلم أن الولايات المتحدة فيها أكثر من 11 مليون مدمن خمر و أكثر من 44 مليون شارب خمر".
5-نقلت مجلة لانست البريطانية مقالاً بعنوان "الشوق إلى الخمر" جاء فيه "إذا كنت مشتاقاً إلى الخمر فإنك حتماً ستموت بسببه".
6-ينقل البروفسور شاكيت أن 93% من سكان الولايات المتحدة يشربون الخمر وأن 40% من الرجال يعانون من أمراض عابرة بسببه، و5% من النساء و10% من الرجال يعانون من أمراض مزمنة.

يا شارب الخمر ما أحسنت في عمل
يحوي المضرّة والأثام بالعلل
الخمر سم وهدر ملوء سقم
والشاربون لهم عقل بلا سبل
سل عاشق الخمر عن حال وعن أمل
عبدا الى الخمر قد نادى بلا كلل
عبدا لخمر فيا تعسا لسيّده
يُخزي العشيق بأوجاع مدى الأزل
نشـْوات خمرك بعد الشرب راحلة
والباقيات جنون مضرب المثل
يا شارب الخمر لا تهنأ بشاربة
فالسم في الكأس كالماشي على مهل
يا شارب الخمر لن تسعد بعافية
تبقى عليلا ولن تنج ُ من الزلل
الخمر يتلف كبدا حين يسلكه
إن طال دهرا يصاب الكبد بالفشل
البطن تملى بماء أصفر قذر
والعجز في الجنس يعلو سؤة الفحل
الثدي يكبر والأطراف في وهن
والشعر يخفى من الشبّان والكهل
القلب يعجز من خمر بلا نذر
والضعف محتدم فيه مع الضلل
ضعف مع الضعف يزداد بنائبة
والموت يأتي مع الأيام في عجل
الطفل في الرحم يشكو امه وجعا
من شرب خمر لان ّ الخمر كالمهل
إن كان حيا سيأتي للدنى قبحا
أو ناقص الخلق لم يسعف على غزل
يا شارب الخمر قد ضيّعت آخرة
فيها الجنان الى الأخيار كالعسل
ماذا كسبت بشرب الخمر في عبث
غير الضياع مع الأمراض والشلل
قد ضاع وقتك في سكر بلا قيم
والسكر يخزي الفتى في الطين والوحل
(بار) مليء بعشاق ومخمرة
لاهون بطرا وهم في مقبض الأجل

الشعبنة الثانية:
على الفضاء الآخر من يتسابقون لهفاً خلف العروض.. وقتالا لكسب أكبر عدد من الفيمتو والكويكر.. ينتشر الأبناء في جنبات (الماركت) كل يقتض على ما يطيب له تذوقه وتشتهيه نفسه في رمضان.. عربات أكاد أجزم أن نصفها إن لم يكن أغلبها من حظ القمامة ــ أعزكم الله ــ.. ألهذا شرع الصيام؟! أهذا ما يمليه علينا الإسلام عندما شرع الصيام؟!.. أهكذا وصل بنا الفراغ الفكري .. أم تحول الغذاء من الفكر والعقل إلى البطن والكرش؟!
أعلم أن الموضوع اُشبع مراراً وتكراراً .. وأصبح بعضنا كمثل الحمار يحمل أسفاراً من علم في راسه وعربات من خلفه.. بلا نفع .. ولو استوقفت أحد عشاق الفيمتو في الماركت لأوسعني علماً ومعرفة عن أن الصيام لا يكون بامتلأ السفرة بما لذ وطاب وقد يحيطني بما لا أعلمه ويستشهد بما لا احفظه أيضاً ..
ما جنيناه اشغالاً للمرأة طوال النهار بـ(قرقعة) الصحون .. والسباحة في الدهون بأطعم مقليات .. وأشهى مأكولات .. البيت في حالة استنفار حين تضعون ثيابكم من الظهيرة .. أم (عاصبة) رأسها بعصابة عن رائحة الزيت .. وبنت تعجن وتلف .. وأخرى تبدع بألذ الحلويات .. قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَات يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ) رواه الترمذي.
أما وقد أهلكت رعيتك بشعبنة السعي لهفاً وراء الخصومات .. ورمضنة مُلِأت فيها الموائد والسفرات ..
هلا استشعرت أناس ماتوا جوعاً وظمأ في الصومال.. هلا أخذت ابنك عن أحد الإشارات ليتعلم ويحظى أجر التفطير .. هلا علمته يساهم تفطيراً في المسجد أولى من السباق على طاش؟ .. هلا أخذَتْ الأم بعضاً من أطيب الأكل وأوصت أبناءها بتفطير أحد العمالة.. هلا علّمته أنه كلما نعم بالطيبات في الدنيا قَلَّ نصيبه في الآخرةفقد  روى الحاكم عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَكْثَرُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).. هلا بحثت كيف تربي وتُعلِم قبل أن تأكل؟!

هناك تعليق واحد: