تسهيل..

صفحة أنقل لكم فيها من كل بحر قطرة ومن كل أدب رشفة ومن كل صفحة لمحة ومن كل بوح خاطرة..



حاولت فيها أن اقتص ما احس فيه الفائدة والمعلومة المميزة ، قد لا أجيد ابتداع الأساليب المميزة والطرق الجيدة والتقنيات المتطورة ولا أجيد فن شد الانتباه ولكنني أجيد المحاولة..



اتمنى أن تجدوا فيها الفائدة والمتعة وأن تستمتعوا في رحابها..







عبدالله



الجمعة، 12 ديسمبر 2014

القائد

على مدى أزمنة طويلة تجد أن نجاح وسقوط المنظمات العظيمة لا يعتمد على شخص يدير كل شيء ولكن نجاحها يكون مبني على شخص يمسك بزمام الأمور ورؤوس الأقلام ويوجهها بالاتجاه الصحيح ، فالقوة بدون قيادة هدر للطاقات واستنزاف للقوة واستجلاب للضعف، فتوظيف الطاقات في مكانها يدعم قوة المنظمات، فالقيادة ترتبط بأن تكون الأول قبل أن تكون الأعلى.
فأولى ما يجب أن يتعلمه القائد هي رؤيته ورسالته لهذه المنظمة فالرؤية هي ما تريد أن تكون عليه في المستقبل وما تريد أن تصل إليه على المدى البعيد، والرسالة تحمل الطرق والخطط والأساليب المراد اتباعها للوصول للرؤية وتحقيق الغاية، فهي الطريق الموصل لما تطمح إليه. فمن المهم أن يتعلم كل فرد في المنظمة ما تعنيه الرسالة والرؤية، ودور القائد هنا أن يقوّم المنظمة لهذا الهدف ويقيم أدائها ليضمن المسار الصحيح لها.
القائد يحمل هدف يعززه بأفراد منظمته وتكون لديه خطط واضحة يعيها ويفهمها أفرادها، مثلاً: ماهي المنظمة?  وكيف ستكون? وإلى أين تريد الوصول?. فالقائد ليس عالم بكل شيء ولكنه قادر على التوجيه المناسب بالوقت المناسب للشخص المناسب. قد تصعب بعض الطرق في التنفيذ فالحكمة القيادية في إيجاد خطة بديلة تكون أسرع وأضمن للوصول إلى الغاية، ومن هنا يتسلط الضوء على أهمية القرب من أفراد المنظمة وإشراكهم في الرأي، فالأفكار والآراء لا تنحصر في علم أو شخص محدد، فمن يفتح باب الاقتراح ويشحذ همم أفراد المنظمة هو الأقدر على المضي قدماً بها، قرأت عن تجربة شخص مبدع ومفكر - لا يملك شهادات عالية ولكن قدرات معقولة - أنه اقترح اقتراح لمنظمته وهو أن تكون هناك نقطة تواصل وعصف ذهني لأي فكرة تسهم أو تساعد بإضافة شيء للمنظمة وتحفيز للتفكير، وتكون هذه الأفكار من أفراد المنظمة كـ"بنك للأفكار" ويتم تشكيل لجنة لدراستها وتقييمها، لكنه وللأسف قوبل بالتجاهل وبعد فترة قالها لزميله الذي استأذنه وعرضها على منظمته فلاقت استحسان وتم تفعيلها ونال بها تكريم، فالأفكار تولد صغيرة واحتوائها يولد الإبداع، وإبداع فرد من أفراد المنظمة يعزز نجاحها، ولا أدل على ذلك من ستيف جوبز الذي أبهر العالم بقصته وأفكاره التي نقلته من حقل الموظفين إلى عالم المبتكرين.
من أجمل ما استوقفني في دراسة الإدارة العامة من الدكتورة "إلينا" هو ما قاله لويس باستر
Louis Pasteur “in the fields of observation, fortune favors the prepared mind.”
وفصلته الدكتورة بأنه لا يوجد في قواميس عمل المنظمات ونجاحها وكسب ولاء أفرادها ورضى العملاء ما يسمى حظاً جيداً، ولا يمكن أن يكون ذلك بمحض الصدفة، ولكن هي نتاج إعداد ذهني وعمل مبني على أسس وتخطيط استراتيجي مع قيادة قادرة على التعامل مع الظروف.

عبدالله عبدالكريم العريج

هناك تعليق واحد: