تسهيل..

صفحة أنقل لكم فيها من كل بحر قطرة ومن كل أدب رشفة ومن كل صفحة لمحة ومن كل بوح خاطرة..



حاولت فيها أن اقتص ما احس فيه الفائدة والمعلومة المميزة ، قد لا أجيد ابتداع الأساليب المميزة والطرق الجيدة والتقنيات المتطورة ولا أجيد فن شد الانتباه ولكنني أجيد المحاولة..



اتمنى أن تجدوا فيها الفائدة والمتعة وأن تستمتعوا في رحابها..







عبدالله



الخميس، 13 يونيو 2019

هبات الأبناء


أهم مكونات الشخصية للإنسان تنبثق بداية من علاقته بوالديه، وتمر تلك العلاقة بمراحل ومواقف لكن يبقى حب الآباء هو الدافع الرئيسي في كل مرحلة، لا يختلف اثنان على أن حب الآباء للأبناء فطري، يساعد الوالدين أبناءهم على تجاوز التحديات، يستثمرون لهم وفيهم، يصنعون فيهم كل الأحلام، يسعون بكل ما يستطيعون لأن يجعلونهم على أعالي القمم، لا يريدون لهم نصب ولا وصب ولا كدر، يسخرون الإمكانيات، يحققون الأمنيات، ولا يتمنى الوالدين أحد يتجاوزهم إلا ابنهم وهو يصعد منصات التميز، وابنتهم وهي تقارع المجد.

نهِبُ أبناءنا ما أوتينا من جمال الحياة، ونعبر وفق ما نراه صحيحاً لنوصل رسالة عنوانها "أنا أحبك"، نختلف في طريقة ترجمتها أقوالاً أو أفعالاً، نعبر عنها باهتمام بهم، أو سؤال عن أحوالهم وحياتهم، أو ضحِكات معهم، أو حضن دافئ يحتويهم، أو مال نصنع به سعادتهم، أو حرص ونصيحة تحميهم من مغبات الحياة، حتى التوبيخ يكون عن محبة ونعبِّر وفق ما نراه سليماً صحيحاً، وسؤالنا الدائم ما هي أصح طريقة ليكونوا الأميز من بين الكل، نبحث في ردهات الحياة وصفحات الكتب ونصائح الخبراء وتجارب العلماء، نمنح من حياتنا كل ما يمكن لنؤمن لهم أرغد حياة وأطيب مستقبل.

مع كل هذا فإن الأم هي الحضن الدافئ مصدر الطمأنينة والسلام والأمان، لا تجد شيئاً يوازي قلب الأم، ولا يوجد في الدنيا أجمل منها، نهتم لأمرها، ونسعى لرضاها، والجنة تحت أقدامها، والحنان مكنون في عطفها، والتوفيق في رضاها، ولذلك فإن أهم ما تمنح الأبناء لمستقبلهم وحياتهم وأمانهم وقوتهم هو تقدير أمهم، التعبير أمامهم عن محبتها، تحكي معنى توقيرها وإن اختلفتم، تعكس احترامها وإن تخاصمتم، ترفع شأنها وإن تنازعتم، تحكي مواقفها وقصص عشقكم، تتغزل في محاسنها أمامهم.

القوامة بالعقل، والرزانة بالفعل، وقوة الشخصية بلين القول، فلتؤمن أن الاختلاف رحمة لا يبلغ الخلاف، وتنتقل من مرحلة الانتصار للذات إلى الانتصار على الذات، وتوقن أن التواضع يرفع موازين المودة، والتجاوز يوثق جذور المحبة، والتغافل أساس الرقي، وأن علاقتكما صورة حيّة لمعنى التربية، ومصدر ملهم للإبداع، وأمان من نوائب الدهر، وذكريات لا تنمحي وصفحات لا تُنسى، فأملاؤها بالجمال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق