تسهيل..

صفحة أنقل لكم فيها من كل بحر قطرة ومن كل أدب رشفة ومن كل صفحة لمحة ومن كل بوح خاطرة..



حاولت فيها أن اقتص ما احس فيه الفائدة والمعلومة المميزة ، قد لا أجيد ابتداع الأساليب المميزة والطرق الجيدة والتقنيات المتطورة ولا أجيد فن شد الانتباه ولكنني أجيد المحاولة..



اتمنى أن تجدوا فيها الفائدة والمتعة وأن تستمتعوا في رحابها..







عبدالله



السبت، 30 يوليو 2011

شعبنه.. بقلمي

عبدالله بن عبدالكريم العريج: 
شعبنتين..
الشعبنة الأولى:
تأملات..  إلى بعض من غص بهم جسر الملك فهد، واكتظ بمن (انلطعوا) الساعات الطويلة في جسر الأحلام مضت بين تقليب النظرات يمنة ويسره.. أو لهو بالواتس أب.. ووقضه مفترس لـ(يلزّ بالسيارة اللي قدامه) لا أحد يسقط عليه.. ومن يقلب بقنوات الرادو من الملل.. ويا بخته اللي معه خويه يسوق عنه شوي ويروح ياكل له لقمه ويجيب معه شاهي لربعه.. وذاك عياله اكتسحهم الزهق من توم وجيري على الـ(DVD) وناموا متعفطه رقابهم من الطفش ــ أحلى طريقه للهروب من الواقع (النوم) ــ واللي مشتغل قزقزة في خلق الله بلا هدف بس بدون تميلح.. وبامكانك تزور الموقع الإلكتروني للجسر  http://www.kfca.com.sa/ar/pages.aspx?pageid=288 لتقيم كم منهم من قضى ملذاته في رقصة ونكسة.. وكأس وخمرة.. وأحلى سهرة مع أحلى (شلة) جوهم راااااااايق ــ بنظرهم ــ .. ليلة وردية وسهرة جهنمية مردداً في قرارته:
"خُيّر لي العشق وكأس المدام
من ادعاء الزهد والاحتشـام
لو كانت النار لمثلي، خلـت
جنات عدن من جميع الأنام".
ومايضحكك بكياً من بكّر بالصلاة لكي يلحق على السهرة .. ويفك الخرمة ممتثلا لقوله تعالى( ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى).. يصفُّ الخمرة والبيرة بالثلاجة لكي تبرد ثم يكبر يؤم الجماعة بالصلاة جمعاً وقصراً..

ولكل المشعبنين من يشعبنوها قبل رمضان فلتحفظوا ما يلي:
1-شارب الخمر الذي لم يتب منها لا يدخل الجنة.. فقد ورد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر في الدنيا لم يتب منها حرمها في الآخرة. وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه الإمام أحمد بسنده عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر.
2-تشعبنها قبل رمضان وصلاة التراويح والقيام وفي الحديث أن شارب الخمر لا تقبل له صلاة أربعين يوماً فلا صلاة تراويح ولا قيام ولا سنن برمضان فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب تاب الله عليه ، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب تاب الله عليه ، فإن عاد لم يَقبل الله له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب تاب الله عليه ، فإن عاد الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال . قيل : يا أبا عبد الرحمن ، وما نَهْر الْخَبَال ؟ قال : نهر من صديد أهل النار . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وقال : هذا حديث حسن، وصححه الألباني ، وقال الأرنؤوط : حسن .
3-الحكمة في تخصيص الأربعين يوما ما ذَكَره ابن القيم في زاد المعاد: أن أثر الخمر يبقى في جوف العبد وعروقه وأعضائه أربعين يوما. .
4-تعد الخمرة من أعقد المشكلات التي يجأر منها الغرب اليوم، و يبحث لها عن حل لكن دون جدوى. فهذا السيناتور الأمريكي وليم فولبرايت  يقول عن مشكلة الخمر: "لقد وصلنا إلى القمر ولكن أقدامنا مازالت منغمسة في الوحل، إنها مشكلة حقيقية عندما نعلم أن الولايات المتحدة فيها أكثر من 11 مليون مدمن خمر و أكثر من 44 مليون شارب خمر".
5-نقلت مجلة لانست البريطانية مقالاً بعنوان "الشوق إلى الخمر" جاء فيه "إذا كنت مشتاقاً إلى الخمر فإنك حتماً ستموت بسببه".
6-ينقل البروفسور شاكيت أن 93% من سكان الولايات المتحدة يشربون الخمر وأن 40% من الرجال يعانون من أمراض عابرة بسببه، و5% من النساء و10% من الرجال يعانون من أمراض مزمنة.

يا شارب الخمر ما أحسنت في عمل
يحوي المضرّة والأثام بالعلل
الخمر سم وهدر ملوء سقم
والشاربون لهم عقل بلا سبل
سل عاشق الخمر عن حال وعن أمل
عبدا الى الخمر قد نادى بلا كلل
عبدا لخمر فيا تعسا لسيّده
يُخزي العشيق بأوجاع مدى الأزل
نشـْوات خمرك بعد الشرب راحلة
والباقيات جنون مضرب المثل
يا شارب الخمر لا تهنأ بشاربة
فالسم في الكأس كالماشي على مهل
يا شارب الخمر لن تسعد بعافية
تبقى عليلا ولن تنج ُ من الزلل
الخمر يتلف كبدا حين يسلكه
إن طال دهرا يصاب الكبد بالفشل
البطن تملى بماء أصفر قذر
والعجز في الجنس يعلو سؤة الفحل
الثدي يكبر والأطراف في وهن
والشعر يخفى من الشبّان والكهل
القلب يعجز من خمر بلا نذر
والضعف محتدم فيه مع الضلل
ضعف مع الضعف يزداد بنائبة
والموت يأتي مع الأيام في عجل
الطفل في الرحم يشكو امه وجعا
من شرب خمر لان ّ الخمر كالمهل
إن كان حيا سيأتي للدنى قبحا
أو ناقص الخلق لم يسعف على غزل
يا شارب الخمر قد ضيّعت آخرة
فيها الجنان الى الأخيار كالعسل
ماذا كسبت بشرب الخمر في عبث
غير الضياع مع الأمراض والشلل
قد ضاع وقتك في سكر بلا قيم
والسكر يخزي الفتى في الطين والوحل
(بار) مليء بعشاق ومخمرة
لاهون بطرا وهم في مقبض الأجل

الشعبنة الثانية:
على الفضاء الآخر من يتسابقون لهفاً خلف العروض.. وقتالا لكسب أكبر عدد من الفيمتو والكويكر.. ينتشر الأبناء في جنبات (الماركت) كل يقتض على ما يطيب له تذوقه وتشتهيه نفسه في رمضان.. عربات أكاد أجزم أن نصفها إن لم يكن أغلبها من حظ القمامة ــ أعزكم الله ــ.. ألهذا شرع الصيام؟! أهذا ما يمليه علينا الإسلام عندما شرع الصيام؟!.. أهكذا وصل بنا الفراغ الفكري .. أم تحول الغذاء من الفكر والعقل إلى البطن والكرش؟!
أعلم أن الموضوع اُشبع مراراً وتكراراً .. وأصبح بعضنا كمثل الحمار يحمل أسفاراً من علم في راسه وعربات من خلفه.. بلا نفع .. ولو استوقفت أحد عشاق الفيمتو في الماركت لأوسعني علماً ومعرفة عن أن الصيام لا يكون بامتلأ السفرة بما لذ وطاب وقد يحيطني بما لا أعلمه ويستشهد بما لا احفظه أيضاً ..
ما جنيناه اشغالاً للمرأة طوال النهار بـ(قرقعة) الصحون .. والسباحة في الدهون بأطعم مقليات .. وأشهى مأكولات .. البيت في حالة استنفار حين تضعون ثيابكم من الظهيرة .. أم (عاصبة) رأسها بعصابة عن رائحة الزيت .. وبنت تعجن وتلف .. وأخرى تبدع بألذ الحلويات .. قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَات يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ) رواه الترمذي.
أما وقد أهلكت رعيتك بشعبنة السعي لهفاً وراء الخصومات .. ورمضنة مُلِأت فيها الموائد والسفرات ..
هلا استشعرت أناس ماتوا جوعاً وظمأ في الصومال.. هلا أخذت ابنك عن أحد الإشارات ليتعلم ويحظى أجر التفطير .. هلا علمته يساهم تفطيراً في المسجد أولى من السباق على طاش؟ .. هلا أخذَتْ الأم بعضاً من أطيب الأكل وأوصت أبناءها بتفطير أحد العمالة.. هلا علّمته أنه كلما نعم بالطيبات في الدنيا قَلَّ نصيبه في الآخرةفقد  روى الحاكم عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَكْثَرُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).. هلا بحثت كيف تربي وتُعلِم قبل أن تأكل؟!

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

الآن.. مقال لإعادة التفكير وصياغة الحياة..


المقال وراد من (خالد) أبو عبدالعزيز ولد العنود أخو نورة بدون ذكرعوايل درءاً للفضائح..
 وللأسف لم يذكر المصدر لكن بقراءته تجد التأثير السريع.. يعني يجي منه..


المقالة هدية لكل عزيز فهي تقول أن الحياة رحلة من التحديات والمتعة ولاشك أن أفضل المتع متعة العطاء الحسن وبشكل استثنائي

دائماً نقنع أنفسنا بان حياتنا ستصبح أفضل....

فعندما نكون على مقاعد المرسة ...نعتقد أنه وعندما نأخذ الشهادة ستكون حياتنا أفضل ..

وبعد أخذ الشهادة نقول إذا عملنا ... أكيـــد ستكون حياتنا أفضل ..

وبعد أن أصبحنا نعمل ..نقول بعد الزواج ستصبح حياتنا أفضـــل ..

و بعد أن نتزوج

نستقبل طفلنا الأول،،،، أو طفلا أخر بعده،،،

ومن ثم نصاب بالإحباط لان أطفالنا مازالوا صغاراً،،،،

ونؤمن بأن الأمور ستكون على ما يرام بمجرد تقدم الأطفال بالسن ،،

ومن ثم نحبط مرة أخرى لان أطفالنا قد وصلوا مرحلة المراهقة الآن ،،،

ونبدأ بالاعتقاد بأننا سوف نرتاح فور انتهاء هذه الفترة من حياتهم ،،،



ومن ثم نخبر أنفسنا بأننا سوف نكون في حال أفضل عندما نحصل على سيارة جديدة، ورحلة سفر وأخيراً أن نتقاعد.
الحقيقة أنه لا يوجد وقت للعيش بسعادة حقيقية أفضل من الآن.

وان لم يكن الآن ، فمتى إذن؟


حياتك مملوءة دوما بالتحديات ،،،


ولذلك فمن الأفضل أن تقرر عيشها بسعادة اكبر على الرغم من كل هذه التحديات.

دائما نعتقد ونظن بان الحياة الحقيقية هي التي على وشك أن تبدأ بعد أن ينتهي ما نحن فيه.


ولكن في كل مرة كان هناك محنة يجب تجاوزها ،،، عقبة في الطريق يجب عبورها ، عمل يجب انجازه ،،،

دين يجب دفعه ،،، ووقت يجب صرفه، كي تبدأ الحياة .

ولكني أخيراً بدأت أفهم وأقتنع بأن هذه الأمور وهذه التحديات كانت هي الحياة....


وجهة النظر هذه ساعدتني أن افهم لاحقا بأنه لا توجد طريق نحو السعادة.

وإنما السعادة بحد ذاتها هي الطريق.

ولذلك فاستمتع بكل لحظة.



لا تنتظر أن تنتهي المدرسة ، كي تعود من المدرسة أو أن يخف وزنك قليلا أو أن تزيد وزنك قليلا .

أو أن تبدأ عملك الجديد أو أن تتزوج أو أن تبلغ نهاية دوام الخميس أو صباح الجمعة أو أن تحصل

على سيارة جديدة ، على أثاث جديد، أن يأتي الربيع او الصيف او الخريف أو الشتاء، او تحل نهاية

الشهر أو شهر الأجازة، أن يتم إذاعة برنامجك المفضل على الراديو، أن تموت، أن تولد من جديد.

كي تكون سعيداً .

السعادة هي رحلة وطريق ومشوار وليست محطة تصلها



فلا وقت أفضل كي تكون سعيدا أكثر من هذا الوقت
وهو الآن

عش وتمتع باللحظة الحاضرة..


,

الآن فكر واجب على هذه الأسئلة:
1. ما أسماء الأشخاص الخمسة الأغنى في العالم؟

2. ما أسماء ملكات جمال العالم للسنين الخمس الماضية؟

3. ما أسماء حملة جائزة نوبل للسنين العشر الماضية؟

4. ما أسماء حملة اوسكار أفضل ممثل للسنين العشر الماضية؟

لا تستطيع الإجابة؟ إنها أسئلة صعبة أليس كذلك؟

لا تخف، لا احد يتذكرهم جميعا.


لأن التهليل يموت ويختفي ويضمحل

الجوائز يسكنها الغبار

الفائزون يتم نسيانهم بعد فترة قصيرة


الآن اجب عن هذه الأسئلة:


1. أعط أسماء ثلاثة أساتذة اثروا عليك في حياتك الدراسية.

2. أعط أسماء ثلاثة أصدقاء وقفوا معك في وقت شدتك.

3. فكر في بعض الأشخاص الذين جعلوك تفكر بأنك شخص مميز.

4. أعط أسماء خمسة أشخاص يعجبك قضاء وقتك معهم.

هذه الأسئلة أسهل من تلك، أليس كذلك؟
الأشخاص الذين يعنون لك شيئا في الحياة، لا احد يصفهم بأنهم الأفضل في العالم،

ولم يفوزوا بالجوائز وليسوا من اغني أغنياء العالم.

هؤلاء هم الذين يهتمون لك ، ، ويعتنون بك،، ويتحدون الظروف للوقوف إلى جانبك وقت الحاجة.
فكر بهذا للحظة ............. فالحياة قصيرة جدا
وأنت أخي القارىء............ إلى أي مجموعة من المجموعتين أعلاه تنتمي؟

دعني أساعدك.

أنت لست من ضمن الأكثر شهرة في العالم،

ولكن يكفي أنك احد الأشخاص الذين تذكرتهم والذين أحبهم في الله ويهتمون بي وأهتم بهم

يكفي أن تجدني وقت حاجتك وأجدك وقت حاجتي.

7

في احد المسابقات فى اولمبياد سياتل، كان هناك تسعة متسابقين معوقين جسديا أو عقليا،

ووقفوا جميعا على خط البداية لسباق مئة متر ركض............ وانطلق مسدس بداية السباق،

لا يستطيع الكل الركض ولكن كلهم أحبوا المشاركة فيه.

وإثناء الركض انزلق احد المشاركين من الذكور، وتعرض لشقلبات متتالية قبل أن يبدأ بالبكاء على المضمار.
فسمعه المتسابقون الثمانية الآخرون وهو يبكي.
فابطأوا من ركضهم وبدأوا ينظرون إلى الوراء نحوه.

وتوقفوا عن الركض وعادوا إليه ... عادوا كلهم جميعا إليه.

فجلست بجنبه فتاة منغولية، وضمته نحوها وسألته:
أتشعر الآن بتحسن؟

فنهض الجميع ومشوا جنبا إلى جنب كلهم إلى خط النهاية معا.
فقامت الجماهير الموجودة جميعا وهللت وصفقت لهم، ودام هذا التهليل والتصفيق طويلا....

الأشخاص الذين شاهدوا هذا، مازالوا يتذكرونه ويقصونه..
لماذا؟


لأننا جميعنا نعلم في دواخل نفوسنا بان الحياة هي أكثر بكثير من مجرد أن نحقق الفوز لأنفسنا.




الأمر الأكثر أهمية في هذه الحياة

هي أن نساعد الآخرين على النجاح والفوز،


حتى لو كان هذا معناه أن نبطئ وننظر إلى الخلف ونغير اتجاه سباقنا نحن.

وأخـــــــــــــيراً


أتمنى أن تترك هذه الرســـــــــــــــالة شيئاً في قلوبكم

وأن يوفقني الله وإيـــــــــاكم لعمل الخير ومساعدة الاخرين

الاثنين، 25 يوليو 2011

شهر رمضان وثقافة الاستهلاك

بتصرف مني واختصار..
د. عبد العزيز بن عبد الله الخضيري
الإسراف بدأ يأخذ حيزا إعلانيا غير مبرر، بالدعوة إلى التسوق في شهر رمضان وإبراز أنواع المأكولات من كل ما لذ وطاب، وتقديم البرامج التي تشرح أنواع الأكلات وطرق إعدادها، وكأن هذا الشهر المبارك شهر أكل وتسمين وزيادة لمزيد من الكروش والأوراك لدفعنا إلى مزيد من أمراض العصر من ضغط وسكري وزيادة دهون وأمراض قلب وغيرها كثير.

إن ثقافة تغيير الاستهلاك في رمضان ودعمها بالدعايات التلفزيونية والإعلانية في مختلف وسائل الاتصال والتواصل تتطلب منا جميعا وقفة مراجعة لهذه الثقافة الخطرة، ليس في شهر رمضان فقط، لكن في أسلوب حياتنا بشكل عام، لأن من مظاهر تخلف الأمم ارتفاع نسبة استهلاكها مقابل إنتاجها، وهو ما يجب علينا الانتباه إليه والعمل من أجل تغييره في ثقافتنا الحياتية، خصوصا عندما نعرف أن ما نستهلكه أقل بكثير مما نصرف المال عليه، وأن ما نتخلص منه ويرمى في النفايات من المأكولات وغيرها يتجاوز بكثير ما يعتقده أغلبيتنا، حتى أن الإحصائيات تقول إن ما نتخلص منه من نفايات، وأغلبيتها مأكولات، عشرة أضعاف ما يتخلص منه الفرد في الدول المتقدمة.

وهنا أذكر قصة يرويها أحد السعوديين كان يدرس أو يعمل في ألمانيا - وربما البعض منا اطلع عليها في الإنترنت - يقول: ''ذهبت وعدد من الزملاء إلى مطعم ألماني وكنا جائعين وطلبنا كمية كبيرة من الأكل وكان في المطعم عدد من الأشخاص وبينهم عدد من السيدات الكبيرات في السن ولم يستطعن رفع أعينهن عنا نظرا لحجم الطعام الذي طلبناه، وكما هي العادة لم نأكل من الطعام إلا النزر اليسير وطلبنا الفاتورة وهممنا بالخروج، وإذا بواحدة من تلك السيدات تصرخ علينا، أو قال ترفع صوتها وتؤشر إلينا بكلام لم نفهمه في البداية، ثم أوضحت لنا أن ما قمنا به خطأ كبير يصل إلى مرحلة الجريمة في حق أنفسنا أولا ثم حق المجتمع، قالت لماذا تطلبون كل هذا الطعام ثم لا تأكلونه؟ ألا تعتقدون أن هذا إسراف وإضرار في حق الآخرين، فبادر أحدنا بالرد عليها، وأوضح لها أننا طلبنا الطعام ودفعنا قيمته، وأننا تحملنا قيمة ما طلبنا وأننا أحرار في أكله أو تركه، والمال مالنا، وهنا قالت لنا بصوت واضح وصريح وصارم: ''المال مالك لكن الموارد ملك الجميع''، ثم أردفت قائلة: هناك ملايين الجياع في العالم أحق بما سيرمى في الزبالة. وفي هذه الأثناء كانت إحدى رفيقاتها قد طلبت شخصا وعندما وصل الرجل أوضح لنا أنه ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية، وأوضح لنا أن ما قمنا به مخالفة وحرر لنا تلك المخالفة، وقال لنا بلغة مؤدبة وحازمة: ''اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها .. وكرر لنا عبارة السيدة نفسها بقوله: المال لكم .. لكن الموارد للجميع''.
أردف صاحب القصة يقول: ''احمرت وجوهنا خجلا، لكننا اتفقنا معه أننا فعلا في حاجة إلى التفكير في هذا الإسراف غير المبرر وغير المنضبط منا في حياتنا''، وذكر أنه وزملاءه قاموا بتصوير المخالفة وأخذ كل واحد منهم نسخة ليضعها أمامه حتى يتذكروا هذا الموقف، وألا يكرروا الإسراف أو الهدر أبدا.

هذه القصة نعيشها كل يوم في حياتنا ونستنزف كل يوم أطنان الطعام التي لا نستهلكها، لكنها - مع الأسف الشديد - تذهب إلى القمامة وتحملنا مصروفات إضافية عالية للتخلص منها، إضافة إلى استهلاكنا واستنزافنا كل الموارد التي نملكها أو نستوردها دون أدنى تفكير في أثر ذلك السلبي في اقتصادنا واقتصاد العالم وأثره البيئي السيئ، وفي قول الله سبحانه ''وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين'' التوجيه المتكامل لمنهج حياة تتوازن فيها كل القيم.

أجزم بأن كل واحد منا لديه قصة يستطيع أن يرويها حول سوء إدارتنا لمواردنا، وأننا فعلا مجتمع مستهلك غير منتج، وأننا لا نعرف حتى كيف أن كثيرا من الأجهزة التي نستعملها عندما تتعطل يمكن إصلاحها، وليس كما يقول لنا من يستغلنا إن هذه القطعة لا يمكن إصلاحها وإن تكلفة الإصلاح أعلى من قيمة القطعة الجديدة ثم يصلحها ويعيد بيعها لنا أو لغيرنا، علما بأن مثل هذا الكلام لا نسمعه خارج المملكة أبدا، وللحديث عن الانتقال من ثقافة الاستهلاك إلى ثقافة الإنتاج عودة - إن شاء الله.
وقفة تأمل
إلى السماء تجلت نظرتي ورنت
وهللت دمعتي شوقا وإيمانا
جزيت بالخير من بشرت محتسبا
بالشهر إذ هلت الأفراح ألوانا
عام تولى فعاد الشهر يطلبنا
كأننا لم نكن يوما ولا كانا
فأول الشهر قد أفضى بمغفرة
بئس الخلائق إن لم تلق غفرانا
ونصفه رحمة للخلق ينشرها
رب رحيم على من صام حسبانا
وآخر الشهر عتق من لهائبها
سوداء ما وفرت إنسا وشيطانا
ونسأل الله في أسباب جنته
عفوا كريما وأن يرضى بلقيانا

أسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يتقبل منا صيامه وقيامه. وكل عام وأنتم بخير.

تعال لنحلم إن المساء الجميل دنا ، ولين الدجى وخدود النجوم تنادي بنا (نازك الملائكة)

لا يزال الشِعر حالماً يحمل حقائبه ويسافر

عبدالله الجعيثن
    الشعر الذي يحلق إبداعاً من الأعماق، أشبه ما يكون بالأحلام في مواجهة الحقائق، يصنع عالمه الجميل، ويبدع فضاءاته الساحرة، ويأخذنا من صلابة الواقع إلى نداوة الأحلام، ومن رتابة الحياة إلي حرارة العواطف، ومن قبح المحيط إلى عالم مزركش جميل، ومن الكلمات الجامدة كالصخور إلى الصور الطائرة كالفراشات الملونة في حدائق لا نهاية لها.

الشعر فن جميل بل هو من أجمل الفنون وأرقاها وأبقاها على مر العصور، حمل لنا في مواكبة المذهلة عواطف رفافة حملتها مواهب حساسة، وحلقت بها تجارب ممتازة لأناس ممتازين بالقدرة على التحليق والخيال والتصوير والإبحار في جزائر السحر والجمال، فما من شاعر صادق موهوب، إلاّ عاد لنا من جزائر الجمال المسحورة بشلالات مدهشة، ونوافير ملونة، وزهور معطرة، وحملنا على بساط الريح إلى عالم آخر أجمل من عالمنا.. عالم ينبض بالعواطف ويبرق بالصور ويومض بالنجوم ويبحر إلى موانئ جديدة جميلة يمر خلالها بزرقة الماء والسماء وألوان جزر المرجان ليأخذنا ، في رحلة مدهشة ، من زماننا ومكاننا إلى ما هو أرق وأرقى وأكثر رهافة وحياة وإدهاشاً.

إن قارئ الشعر الرائع يطير في الخيال!
تقول الشاعرة نازك الملائكة:
تعال لنحلم ان المساء الجميل دنا
ولين الدجى وخدود النجوم تنادي بنا
تعال نعيد الرؤى ونعد خيوط السنا
ونشهد منحدرات الجبال على حبنا
**
سنمضي معاً فوق صدر جزيرتنا الساهده
ونبقى على الرمل آثار أقدامنا الشارده
ويأتي الصباح فيلقي بأندائه البارده
وينبت حيث حلمنا ولوزهرة واحده
**
سنحلم أنا صعدنا نزود جبال القمر
ونمرح في عزلة اللانهاية واللابشر
بعيداً بعيداً إلى حيث لا تستطيع الذكر
إلينا الوصول فنحن وراء امتداد الفكر
**
سنحلم أنا استحلنا صبيين فوق الرمال
بريئين نركض فوق الصخور ونرعى الجمال
شريدين ليس لنا منزل غير كوخ الخيال
وحين ننام نمرِّغ أجسامنا في الرمل
**

ويسافر بنا شاعر آخر إلى عالم من السحر والعطر والجمال:
يا حبيبي أين مني ليلة من الف ليله

كلما مر نسيم رفعت كفاي خصله

وصباح من غناء لم تر الشطآن مثله

وعلى هدبيك حلم أخضر فيه الشموع يا حبيبي!

**
كيف طرزنا الروابي ومع العطر جرينا؟!

وجرى صبح صغير ويداه في يدينا؟!

أترى كنا ربيعاً قبلما يأتي الربيع؟ يا حبيبي!»

**
نحن عشنا كطيور الغاب رقصاً وغناء

نلحق العطر ونغفو بين حمرته مساء

فلنا عش سخي مس في الجو السماء

حوله المجهول والأشواق والهمس الوديع يا حبيبي!

**
 ولسعاد الصباح تسافر بنفسها وبحبيبها وبنا مع شعرها الحالم:
ليتني غانية «الجيشا» التي تهوى العطاء
ليتني.. كي أهب العمر لعينيك فداء
املأ الدنيا حواليك عبيراً وضياء
وأذيب الثلج من حولك في برد الشتاء
وتراني ظلك الحاني إذا ما الصيف جاء
وأغني لك من عاطفتي أحلى غناء
ثم أروي لك شعراً لم يقله الشعراء
وحكايا لم ترد فيما رواه الحكماء
وكأني شهر زاد الحب عادت في الخفاء
لترُدَّ الملل القاتل عن سيدها طول المساء



ولشاعرنا المبدع خالد الفيصل:
اجاذبك الهوى واطرب واغني
واشاهد صنعة الله في جمالك
واشوف الود في عيونك ولكن
ولا أدري وش يخيفك يا حبيبي
ولو انك تلاحظ شفت عيني
تنعم دوم توك في شبابك
تعال اسقيك من جدول غرامي
واهيم بك في سموات المحبه
وابادلك الغرام بكل فن
وحكمة الذي فيك امتحنى
يرد الود خوف فيك مني
وأنا بك مغرم جاك متعني
وهي تروي حديث الحب عني
ليالي العمر ما قط امهلني
شراب فيه للعاشق تهني
الين انك بعد مثلي تغني


وللشاعرة الشعبية (فتاة العرب) من الإمارات:

ولي من هب ماهبت نساعنا من الريعان
لفت بالفل والريحان وانفاح الصبا فيها
صبا لا من ديار الغرب لا فيها ولا لبنان
لفت من ديرة ترعى الجوازي في مفاليها
تقطف روس عيدان سقاها الموسمي هتان
وتمرح في هضاب نابيه خضر روابيها
خلية جو قفر ما بها حضر ولا سكان
سوى النسمه تداعب بنتها والغيث يحييها
تشيل الهم عن قلب الوليع العاشق الهيمان
وتبري من جروح الروح ما تخفى خوافيها